54
نقض شبهة
إنّ أهم سؤال يمكن أن يطرح حول آية التطهير يدور حول مفهوم أهلالبيت المذكورين في الآية، فمن هم أهلالبيت الذين قصدهم الله تعالى؟ و قد أجاب عليه بعض من أهل السنّة دون أن يُراعوا الإنصاف وغفلوا عن الحقيقة أو تغافلوا عنها رغم وضوحها. فقال بعضهم(ع) المقصود بهم نساء النبيّ(ص)!! وقال آخرون: المعنى جميع أهله وأقربائه. سنناقش هاذين القولين باختصار، فيما يلي:
الرأي الأوّل: هل المقصود ب- (أهل البيت) نساء النبي(ص)؟
من قال بهذا الرأي استدل بسياق الآية، وذلك بملاحظة ما قبلها وما بعدها فمن الواضح أنّه يتعلّق بنساء النبيّ(ص)، ولمّا كان ما قبل الآية وما بعدها متعلّق بنساء النبيّ، كذلك هذا المقطع، أي أهلالبيت، يكون متعلقاً بهنّ.
وللإجابة على هذا الرأي نقول: لو كانت آية التطهير من الآيات النازلة في حق نساء النبيّ والخطاب فيها موجّه لهنّ، يمكن أن يكون الادّعاء المذكور صحيحاً. ولكن في الحقيقة ترتيب الآيات في السُّوَر القرآنيّة لا دلالة فيه على ترتيب النزول أو سبب النزول، ولا ملازمة بينهما في ذلك كما هو معلوم، وإنّما رُتّب القرآن بهذا الشكل بأمرٍ من رسول الله(ص) لاحقاً، أو كما يحتمل أنّه رتّب باجتهادٍ من قبل الصحابة.
وبعبارة أخرى: إنّ الاعتماد في الاستدلال بسياق الآيات يجب أن يكون حسب ترتيب نزولها وتعاقبها في ذلك، وليس حسب ترتيبها الذي دوّنت عليه في المصحف. وفيما يتعلّق بهذه الآية - آية التطهير - فإنّ سبب نزولها يختلف عن سبب نزول الآيات التي تسبقها وتليها، وهذا ما يؤكّد عليه