37بإكمال الدور والنهوض به نحو أعلى درجات الكمال والرفعة. وقد أحص-ى الكثيرون أسماء تلامذته والذين نهلوا من علومه ممّن كانوا يحرصون على حضور مجلسه وحلقات درسه، وبينهم كثير من الشخصيّات المعروفة، وبعضهم أئمّة للمذاهب الإسلامية، كأبي حنيفة ومالك بن أنس وسفيان الثوري. 1
وقد نقل عن أبي حنيفة أنّه حين سأل: «من أفقه مَن رأيت؟ فقال: ما رأيت أحداً أفقه من جعفر بن محمّد». وكذلك تصريحه بأنّ الإمام جعفر الصادق(ع) أعلم الناس، أثناء ما جرى من مناقشة وأسئلة وجّهها أبو حنيفة للإمام الصادق في حضور الخليفة العباسي. 2
وقد نقل عن مالك بن أنس قوله(ع) «اختلفت إلى جعفر بن محمّد زماناً وما كنت أراه إلّا على ثلاثِ خصال: إمّا مصلٍّ، وإمّا صائمٍ، وإمّا يقرأ القرآن. وما رأيته يحدّث عن رسول الله(ص) إلّا على طهارة، وكان لا يتكلّم فيما لا يعنيه وكان من العلماء العبّاد الزهّاد الذين يخشون الله». 3
وكذلك سفيان الثوري، فقد نهل من علوم الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) واستفاد منه، وحكاياته عن الإمام معروفة.
وليس من العجيب أن يكون له تأثير في المذاهب الفقهية الأربعة لأهل السنّة أيضاً، فقد وصفه علماء أهل السنّة ومحدّثوهم ب-(الصادق)، وكان ثقةً مأموناً عاقلا حكيماً ورعاً فاضلاً. 4 كما أكّدوا على أنّ جعفر بن محمّد ثقةٌ