36للأمّة؛ لأنّنا قلنا في ما سبق إنّ الشيعة يعتقدون بأنّ منصب الخلافة هو حقّ للأعلم من الأمّة، وهناك تلازم بين هذه الأمرين، فلا يمكن أن نقول بأنّهم(ع) الأعلم ويمثِّلون المرجعية العلمية الصحيحة للأمّة، وفي نفس الوقت نتغاضى عن مسألة استحقاقهم لتسنّم منصب الخلافة السياسية للأمّة.
وبالطبع من المستبعد أن يكون مراد أصحاب هذا المنهج في الحوار والتقريب هو إهمال الجانب السياسي لقيادة أهلالبيت(ع) وأحقّيتهم في الخلافة والتغاضي عن ذلك، لأنّهم طرحوا مرجعية أهلالبيت(ع) العلمية كنقطة بداية مشتركة وانطلاقه نحو حوارٍ مثمرٍ مع أهل السنّة، كي يتسنّى بعد ذلك ومن خلال هذه الإنطلاقة الموفّقة فتح ملفّات خلافية عديدة ومنها مسألة الخلافة السياسية لأهل البيت(ع)، وهذا رأي صائب ومعقول جداً. 1
د- المقام العلمي والفقهي للإمام جعفر الصادق(ع)، ومنزلته عند أهل السنّة
إنّ الدور التأريخي للإمام جعفر الصادق(ع) في تطوّر المذهب الشيعي العلمي بلغ درجةً من الاشتهار والأهمّية بحيث صار المذهب برمّته منسوباً لهذا الإمام الكريم، فيقال: (المذهب الجعفري). وهذه النسبة هي دلالةٌ واضحةٌ على دوره الفعّال وقد كان من قبله أبيه الملقّب ب-(الباقر) أي باقر العلوم، الذي أسّس جذور هذه المدرسة العلمية وأوصلها إلى مرحلة الجهوزية للدخول في طور الاكتمال، فقام الإمام جعفر الصادق(ع) بعد أبيه