22ولم تذكر في تأريخ الشيعة مطلقاً؛ وإنّما هي من نسج مخيّلتهم، وعجائب وغرائب كتّابهم. فقد ذكروا فرقاً مثل(ع) البيانية، والرزامية، والحلوية، والشاعية، والشريكية، والتناسخية، واللاعنة، والمخطّئة، وما شاكل ذلك من الأسماء التي لا تنطوي على معاني حقيقية وليس لها من الواقع حظٌّ، نسبوها إلى المذهب الشيعي كي يشوّهوا صورته في اذهان أتباعهم من أهل السنّة ويبعدوهم عن معرفة حقيقة هذا المذهب الأصيل. 1
إذن، يثبت لنا أنّ الفرقة الأصلية للشيعة والتي تمثّل التشيّع الحقيقيّ وينتمي إليها غالبية الشيعة، هي الفرقة التي تعتقد بإمامة الأئمّة المعصومين الاثنى عشر(ع)، وهي الفرقة التي تُعرف عند أهل السنة باسم (الإمامية) أو (الاثنى عش-رية)، ومن هنا سيكون المراد بقولنا (الشيعة) في هذا البحث خصوص هذه الفرقة لا غير.
ه- الغلو والفرق المغالية
من المناسب هنا أن نتحدث هنا عن (الغلو) أو (الغلاة) من وجهة نظر الشيعة، ونذكر أموراً موجزةً لا تخلو من فائدةٍ، إذ هناك كثير من أهل السنّة يعتبرون الغلاة فرقة من الشيعة، بل بعضهم لا يفرّق بين الشيعة والغلاة!
(الغلو) في اللغة من غلا يَغْلو غُلَوًّا، أي جاوز الحدّ 2، وفي الاصطلاح بمعنى الإفراط ومجاوزة الحدّ في العمل أو القول في الاعتقادات والآراء الدينية. وقد استعمل القرآن الكريم هذا الاصطلاح حين خاطب أهل الكتاب قائلاً: (قُلْ يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ لاٰ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَ لاٰ تَتَّبِعُوا أَهْوٰاءَ