7بحيث يلجؤون إلى وسائل القوَّة والشدَّة في تحميل وفرض آرائهم على الطرف الآخر، وهذا ما يشاهده بوضوح ملايين الحَجيج عند أدائهم مناسك الحج، الذين لا يستطيعون أداء الكثير من عباداتهم وطقوسهم وِفْق ما يرونه من اجتهادات صحيحة لعلماء مذاهبهم، فيفرض مشايخ الوهابية عليهم اجتهاداتهم، ويجبرونهم عليها، وكأنَّهم أوصياء نبيّ الإسلام (ص) .
وعُرفت أيضاً بتأصيلها للتكفير والتبديع، والتفسيق والشَتْم واللَعن والبذاءة، ولم ينجو أحد من المسلمين إلاّ أتباع طريقتهم.
وقد اشتدَّت هجمتهم على الشّيعة الإمامية؛ لِما يتمتَّعون به من رُقيٍّ في المستوى الفكري والعلمي، وقُدرة على التطوّر، وإيجاد الحلول والإجابات على كلّ متطلّبات العصر الحديث؛ الأمر الّذي ساهم في انتشاره في مختلف البلدان، فتقبَّلته القلوب والعقول بلا إكراه أو إلجاء عليه؛ لاعتماده فكر أئمَّة أهلالبيت عليهم السلام من عترة النّبيّ (ص) ، وطريقتهم في بيان الدين الحنيف، الّتي تتماشى مع الفطرة الإنسانية السليمة، مع جلالة شأنهم وسطوع برهانهم، وورعهم وتقواهم المشهور بل المتواتر.
فكان لأتباع أهل البيت عليهم السلام الغلبة الفكرية على الجميع بلا استثناء، فلم تكن وسيلة لإيقاف هذا المدّ الشيعي إلاّ باتِّباع وسائل لا تنسجم مع روح الإسلام، الّذي عُرف بأنَّه دين البرهان والدّليل، والحوار والكلم الطّيب، والجدال بالتي هي أحسن؛ فجنّدوا كل طاقاتهم لزرع الحقد والعداوة والكراهية في قلوب الأجيال، عبر مختلف طرق التّبليغ والإعلام، كالخُطب والمحاضرات، ونشر الكرّاسات والكتب والمجلّات، وتسخير الوسائل المَرئيّة والمسموعة، ومواقع الإنترنيت وغيرها، بل عمدوا إلى إدخال كتب العقائد الخلافيّة في المناهج الدراسية، وإنشاء المعاهد والجامعات لتربية أصحاب الفكر المُتشدِّد والمتطرّف، حتّى تخرَّجت منها جماعة من الكتّاب لم ترقب لأحدٍ ذمَّة ولا تُراع حُرمة؛ كإحسان الهي ظهير.
وهو كاتب باكستاني أنجبته المؤسَّسة الدّينيّة الوهابية، واشتهر بأفكاره المتطرّفة وتعصُّبه الشديد للعقيدة الوهابية.