67على قتالي لما ولَّيت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها، وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس، والجسم المركوس، حتّى تخرج المدرة من بين حبّ الحصيد...
طوبى لنفس أدَّت إلى ربِّها فرضها، وعركت بجنبها بُؤسها، وهجرت في الليل غمضها، حتّى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها، وتوسَّدت كفَّها، في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم، وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم، وهمهَمَت بذكر ربِّهم شفاههم، وتقشَّعت بطول استغفارهم ذنوبهم، أُولٰئِكَ حِزْبُ اللّٰهِ أَلاٰ إِنَّ حِزْبَ اللّٰهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (المجادله: 22). فاتَّقِ الله يا بن حنيف، ولتكفك أقراصك؛ ليكون من النار خلاصك 1.
ج- تجنيب الإمام(ع) أهل بيته الصراع من بعده
إنَّ الباحث عن أسباب عدم إرجاع أمير المؤمنين (ع) فدك لأهل البيت عليهم السلام في خلافته، لابدّ له أن يأخذ بعين الاعتبار أمراً مهمّاً، يساهم إلى حدٍّ بعيد في فهم تلك الأسباب والدواعي، وهذا الأمر هو: أنَّ الإمام (ع) أراد تجنيب أهل بيته المزيد من المآسي؛ وذلك وفق علمه بمستقبل الأُمّة، وما ستشهده من انقسامات وصراعات وأحداث مؤلِمة، سيكون لأهل بيته عليهم السلام منها سهم وافِر، وقد علم ذلك بإخبار النّبيّ (ص) وعِلم الإمامة، ورؤيته الثاقبة وعقله الرّاجح وعلمه الفائض؛ فأراد تجنيب أهل بيته عليهم السلام بعض الهموم من بعده، وأن لا يُثقل كاهلهم فوق ما سيلحقهم من الأذى.
فقد ثبت واشتهر بين المسلمين أنَّ الرّسول (ص) أخبر بما سيصيب الأُمّة من التمزُّق والفِرقة، والتطاول على أهل بيته (ص) ، كما أخرج ذلك أحمد بن حنبل في مسنده 2، والترمذي وأبو داود في سننهما 3، وغيرهم في غيرها، عن أبي هريرة،