32بذلك - :
«أي: إلا بما تقدَّم من تسليمها لهما على سبيل الولاية» 1.
وأقطعها عثمان لعدّو الله تعالى وطريد رسوله (ص) مروان بن الحكم، بعد أن آواه وزوَّجه ابنته. قال ابن عبد ربّه الأندلسي:
«وممَّا نقم النّاس على عثمان أنّه آوى طريد رسول الله الحكم بن أبي العاص... وأقطع فدك مروان، وهي صدقة لرسولالله» 2.
قال ابن حجر في «فتح الباري»:
فلمّا كان عثمان تصرَّف في فدك بحسب ما رآه، فروى أبو داود من طريق مغيرة بن مقسم، قال: جمع عمر بن عبد العزيز بني مروان فقال: «إنّ رسولالله(ص) كان ينفق من فدك على بني هاشم، ويزوّج أيمهم... وكانت كذلك في حياة النّبيّ(ص) وأبي بكر وعمر، ثُمَّ أقطعها مروان، يعني في أيّام عثمان» 3.
وفي خلافة أمير المؤمنين (ع) الظاهر أنَّه استرجعها من مروان؛ لأنَّه عندما تولَّى معاوية أقطعها مروان بن الحكم مرّة ثانية. قال الطّبري في تاريخه:
وحجّ بالنّاس في هذه السنة مروان بن الحكم في قول عامَّة أهل السِير، وهو يتوقّع العزل؛ لمَوْجِدَة كانت من معاوية عليه، وارتجاعه منه فدك، وقد كان وهبها له 4.
وأورد ابن سعد في طبقاته، عن جعفر بن محمّد الأنصاري، قال:
ولَّى معاوية مروان بن الحكم المدينة، فكتب إلى معاوية يطلب إليه فدك، فأعطاه إيَّاها، فكانت بيد مروان، يبيع ثمرها بعشرة آلاف دينار كلّ سنة، ثُمَّ نزع مروان عن المدينة وغضب عليه معاوية، فقبضها منه، فكانت بيد وكيله بالمدينة، وطلبها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان من معاوية، فأبى معاوية أن يعطيه، وطلبها سعيد بن العاص، فأبى معاوية أن