31
المبحث الأوّل: السَير التاريخي لفَدك
الناظر في المراحل التاريخيّة الّتي تقلَّبت بينها فدك، يقف على حقيقة مفادها أنَّ فدك لم تخضع لقاعدة مُعيَّنة، ولم يُعمل فيها الدّليل الواضح، وإنِّما كان للاجتهاد والسّياسة والهوى والشّهوات الدّور البارز في صياغة حكمها في أغلب أدوارها؛ فقد تباينت أعمال الخلفاء الثلاثة في أمرها، واضطرب حالها في زمن الأمويّين والعباسيّين.
ففي العهد الأوَّل، انتزعها أبو بكر من أهل البيت عليهم السلام ، كما مرّ تفصيل ذلك.
وردّها عمر إليهم على سبيل النظارة لا الإرث، كما هو ظاهر رواية البخاري ومُسلم المتقدِّمة، من أنَّ عمر قال للعبّاس وأميرالمؤمنين (ع) - كما في رواية مسلم في صحيحه - :
إنْ شِئتم دفعتها إليكما، على أنَّ عليكما عهد الله أن تعملا فيها بالَّذي كان يعمل رسول الله(ص)، فأخذتماها بذلك. قال: أكذلك؟ قالا: نعم. قال: ثُمَّ جئتماني لأقضي بينكما، ولا والله لا أقضي بينكما بغير ذلك 1.
قال ابن حجر في شرحه لذيل الرّواية المتقدِّمة - والله لا أقضي بينكما إلاّ