43 طلب ذلك بعد رحيله؛ لأنّ الرسول بعد وفاته أيضاً حيّ عند ربّه ولا يوجد فرق بين حياته الدنيويّة وحياته البرزخيّة. 
  والشاهد على أنّ هذه الآية لا تختصّ بحياة الرسول الدنيويّة، هو أنّ سيرة المسلمين منذ عصر الصحابة والتابعين وإلى يومنا هذا هي الالتجاء إلى قبر الرسول(ص) مع الاعتقاد بأنّ هذا القبر هو باب رحمة الله المفتوح. إذ يقصده الزّوار ويؤدّون التحية له ويصلّون عليه، ثمّ يتلون هذه الآية ويطلبون منه أن يستغفر لهم، فكل من يقصد قبر الرسول(ص) يجدّ زوّار قبره على هذه الحالة. 
  ومن أقوال كبار أهل السنّة حول هذه الآية وطلب الدعاء من الرسول والتوسّل به بعد رحيلة مايلي: 
  1- محيىالدين النووي، وهو من كبار محدّثي أهل السنّة وهو الشارح لصحيح مسلم، كتب مايلي: 
  ... ثمّ يرجع الزائر إلى موقفه الأوّل قبالة وجه رسول الله(ص) ويتوسّل به في حقّ نفسهأو يستشفع به إلى ربّه سبحانه وتعالى، ومِنْ أحسن ما يقول الزائر ما حكاه الماوردي والقاضي أبوالطيب وسائر أصحابنا عن العتبى مستحسنين له. 1
  وقال العتبى إِنَّه كان عند قبر الرسول(ص) ذات يوم فجاء زائر ووقف أمام القبر، وقال: «السلام عليك يا رسول الله، سمعت الله يقول: ( إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً ) ، وقد جئتك مستغفراً من ذنبي مستشفعاً بك إلى ربّي». 2
  2- وذكر ابن قدامة صاحب كتاب المغني في موضوع آداب زيارة