41
    
 5. التوسّل بدعاء النبي(ص) في حياته 
  
  إنّ رسول الله(ص) هو أشرف الخلق وأكرمهم عند الله، وقد أشار القرآن الكريم إلى منزلته الرفيعة، ولا يسعنا المقام هنا ذكر الآيات التي وردت في هذا الصدد. 
  ويكفينا لمعرفة منزلة الرسول(ص) أن نعلم بأنّ الله تعالى جعله وقاية للناس من نزول العذاب عليهم وهو(ص) فيهم، فقال تعالى: 
  
     (وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ مٰا كٰانَ اللّٰهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (الأنفال : 33). 
  وما يدلّ على عظمة نبيّنا الكريم أنّ الله تعالى قَرَن اسمه باسمه وجعل طاعته طاعةً له، فقال: 
  
     (وَ مَنْ يُطِعِ اللّٰهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فٰازَ فَوْزاً عَظِيماً)  (الأحزاب : 71). 
  فهاتان الآيتان والآيات الأخرى تحكي عن عظمة رسول الله(ص) وعُلوَّ مكانة عند الله تعالى، وهذه المكانة لا نظير لها في الكون لذلك فإنّه تعالى لايردّ دعاءه، ولهذا أمر الله عزّ وجلّ المذنبين أن يقصدوا الرسول(ص) ويطلبوا منه أن يستغفر لهم، فقال: 
  
     (وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً)  (النساء: 64). 
  بل أكثر من ذلك، فقد أكّد الله عزّوجلّ على أنّالاستنكاف عن طلب الاستغفار من الرسول من علامات النفاق، فقال: 
  
     (وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ تَعٰالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللّٰهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ) (المنافقون : 5).