40والتأمّل في هذا الحديث يكشف لنا جواز التوسل بأيّ شيء له منزلة وكرامة عند الله تعالى، ولهذا يُستحبُّ في ليالي القدر أن يفتح الإنسان القرآن ويقرأ هذا الدعاء:
«اللهم، إنّي اسألك بكتابك المنزل وما فيه، وفيه اسمك الأعظم الأكبر وأسماؤك الحسنى» . 1
4. التوسّل بدعاء المؤمن
من أسباب التوسّل ونيل مغفرة الله أن يطلب الإنسان من أخيه المؤمن أن يدعوله، وهذا النمط من التوسّل قد اتّفق على جوازه جميع موحّدي العالم، ويكفينا في هذا المجال العلم بأنّ حملة العرش: ( يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) (الغافر: 7).
ولا يقتصر هذا الاستغفار على الملائكة، بل المؤمنون أيضاً يستغفرون لمن سبقوهم بالايمان: ( رَبَّنَا اغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ ) (الحشر: 10).
وقد طلب رسول الله من أمّته أن تدعو له، فقال(ص):
«اسألوا الله لي الوسيلة، فإنّها درجة في أعلى الجنّة لا ينالها إلّا رجل، وأرجوا أن أكون أنا». 2
وقال(ص) أيضاً:
«سلوا الله لي الوسيلة المنزلة العلية، فإنّه لا يسألها لي عبد مسلم في الدنيا إلّا كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة». 3