23
وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ (سبأ: 13).
وقد حذّر الله تعالى الرسول(ص) من اتّباع الاكثريّة، فقال له:
(إِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ ) (الأنعام : 116).
وخاطب تعالى أيضاً رسول(ص) قائلاً:
(وَ مٰا أَكْثَرُ النّٰاسِ وَ لَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) (يوسف: 103).
ولوتأمّلنا في العالم، فإنّنا نجد أكبر دولة من ناحية عدد السكّان هي الصين حيث إنّ عدد سكّانها يقارب مليار وثلاثمائة مليون نسمة، بعدها الهند التي يقارب عدد سكّانها مليار نسمة، وأكثر هؤلاء غير مسلمين ومعظمهم يعبدون الأصنام. وإذا كان عدد المسلمين في العالم يقارب مليار وثلاثمائة مليون نسمة، فهو قليلٌ بالنسبة الى عدد سائر غير المسلمين من سكّان العالم البالغ عددهم ستّ مليارات نسمة.
وقد أشار الإمام علي(ع) إلى هذه الحقيقة في حرب الجمل، حيث سأله أحد الأشخاص: أترى أنّ طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا على الباطل؟
فقال علي(ع): «
يا حارث، أنت ملبوس عليك! إنّ الحقّ والباطل لايعرفان باقتدار الرجال، وبإعمال الظنّ، اعرف الحقّ تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف أهله ». 1
أضف إلى ذلك فإنّ الشيعة على الرغم من قلّة عددهم بالنسبة إلى عدد سكّان العالم، ولكنّه - في حدّ ذاته - كبير جدّاً؛ ولهذا نجد لهم حضورٌ فعّالٌ في أغلب أنحاء العالم. وأضافة إلى ايران والعراق وأذربيجان والبحرين ولبنان حيث يشكّل الشيعة الأكثريّة فيها، فإنّ الشيعة في جميع البلدان الاسلامية هم