22فحسب. وهذه الأحاديث قد أدّت إلى ظهور التشيّع في بلاد المسلمين منذعهد الرسول(ص). وآمن بعض الصحابة في عصر الرسالة بولاية الإمام علي(ع) وعُرفوا بشيعة عليٍّ، ثمّ تمسّك هؤلاء بما عاهدوا الله عليه بعد رحيل الرسول(ص)، وحافظوا على بيعتهم للإمام علي والتي يعود تأريخها الى عهد رسول الله(ص)، فأسّسوا نواة التشيّع في صدر الإسلام، وبالتدريج شقّ التشيّع طريقه وبدأ الشيعة ببيان المكانة الصحيحة للإمامة ووصاية الإمام علي(ع) بعد رسول الله(ص).
فالتشيّع نشأ في الحجاز، وعندما نقل الإمام علي(ع) مقرّ خلافته إلى العراق بدأ التشيّع ينتشر أكثر فأكثر في مختلف أنحاء العالم.
2- أقليّة أتباع مذهب أهل البيت(ع) وأكثريّة أتباع مذهب أهل السنّة
سؤال: إذا كان الشيعة أتباع مذهب الحقّ، فلماذا عددهم أقلّ من أتباع مذهب أهل السنّة؟
الجواب: الأكثرية ليست دليلاً على الحقّانيّة مطلقاً، كما أنّ الأقليّة أيضاً ليست دليلاً على عدَم ذلك، فالمؤمنون كانوا على مرّ التأريخ منذ زمان النبي نوح(ع) حتّى زمان خاتم الأنبياء(ص) أقليةً بالنسبة إلى غيرهم، وقد بيّن القرآن الكريم هذه الحقيقة في العديد من الآيات عند إشارته إلى دعوة الأنبياء للناس، فقال تعالى عن النبي نوح(ع) الذي لبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً: 1
(وَ مٰا آمَنَ مَعَهُ إِلاّٰ قَلِيلٌ ) (هود: 40).
وقال تعالى في آية أخرى: