16والأحاديث التي تثبت نزول هذه الآية بشأن شيعة الإمام علي(ع) وتؤكّد على أن رسول الله(ص) هو الذي سمّاهم (شيعة)، كثيرةٌ وقد رُويت في مختلف المصادر. 1
إذن، الرسول(ص) هو الذي سمّى أتباع الإمام علي(ع) بالشيعة، وهذا الأمر بحدّ ذاته يعدّ مؤشراً على تعيين الخليفة بعد رسول الله(ص).
2. الإمامة في أحاديث الرسول(ص)
لا شكّ في أنّ مقام الإمامة يختلف عن مقام النبوّة، فالنبيّ هوالذي يتلقّى الوحي وهو المؤسّس للدين، لكنّ الإمام لا يتلقّى الوحي ولا يعدّ موسّساً للدين، وانّما مهمّته بعد النبي(ص) هي أداء الوظائف التي كان النبي يقوم بها في مجال بيان الأحكام وتنفيذها. فالإمام هو المرجع لبيان الأحكام والعقائد الإسلامية وإدارة شؤون الأمة.
إنّ الأدلّة على خلافة الإمام علي(ع) بعد الرسول(ص) كثيرة جدّاً، ولكنّنا نكتفي في هذا المقام بثلاثة أدلّة، وهي: حديث (يوم الدار) الذي يعود تأريخه الى بداية الدعوة الإسلامية، وحديث (المنزلة) الذي يعود تأريخه الى مرحلة متقدّمة من الدعوة الاسلامية، وحديث (الغدير) الذي يعود تأريخه الى آخر أيّام حياة الرسول(ص).
أ) حديث يوم الدار (الامامة قرينة النبوة)
حسب الأحاديث الشريفة نجد أنّ النبيّ(ص) عندما أعلن نبوّته في يوم الدار لبني هاشم، أعلن في نفس الوقت خلافة الإمام علي(ع) من بعده، وهذا