15ولكن كتب الحديث والسيرة لم تبيّن نصّاً واحداً يكشف بأنّ نظام الحكومة في الإسلام هو نظام قائم على الشورى، بل حتّى الطريقة التي تمّ اتّباعها بعد الخليفة الأوّل لم تكن قائمة على الشورى، حيث قائمة على تعيين الخليفه اللاحق من قبل الخليفة السابق. والحكومة في الإسلام ليست أمراً بسيطاً ليتمّ تحديد إطارها بعبارة واحدة، وهي قوله تعالى: ( وَ أَمْرُهُمْ شُورىٰ بَيْنَهُمْ ) (الشورى: 38)، بل الحكومة تشمل نطاقاً واسعاً من الأحكام والأمور التي تستدعي من الرسول(ص) بيان تفاصيلها وشروطها.
أمّا النظريّة الثالثة، فهي أرجح من النظريّتين الأولى والثانية، حيث يمكن اثبات صحّتها من أحاديث رسول الله(ص) وسيرته المباركة.
وبعد هذا التحليل الاجتماعيّ، سوف نتطرّق الى الجواب عن السؤال الذي طرحناه استناداً إلى الحديث والتأريخ.
1. الشيعة في أحاديث رسول الله(ص)
يعود تأريخ تسمية أتباع الإمام علي(ع) بالشيعة إلى زمان حياة رسولالله(ص)، وهناك الكثير من الأحاديث التي تثبت هذه الحقيقة، وتبيّن بأنّ الرسول(ص) هو الذي أطلق هذا الإسم على أتباع الإمام علي(ع)، وقد نقل المحدّثون والمفسّرون بأنّه عندما أنزل الله قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ) (البيّنة: 7) التفت النبي(ص) إلى عليّ، وقال له:
«هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيّين» .
وقال(ص) في حديث آخر:
«أنت وشيعتك، موعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّاً محجّلين».