14الحديث على أنَّه لا يُؤخَذ بالحديث إلاَّ إذا كانت رواته موصوفين بالعدالة والضبط...». 1نعم، اشترط بعضهم شروطاً زائدة على ذلك، كاشتراط ابن حِبّان (بكسر الحاء) الخلوّ من التدليس 2، كما وافقه في ذلك الخطيب البغدادي قائلاً: «لا يُقبَل خبر الواحد حتى تثبت عدالة رجاله واتِّصال إسناده. وثبوت العدالة أن يكون الراوي... وينبغي أن لا يكون مُدلِّساً في روايته». 3
أمَّا الأصوليون، فلم يتعدّوا هذه الشروط، وهذه نماذج مُنتقاة من أقوالهم:
1- قال السبكي: «للعمل بخبر الواحد شرائط... الأول التكليف... ؛ الثاني: كونه من أهل القبلة...؛ الثالث: العدالة وهي...؛ الرابع: الضبط...». 4
2- قال السرخسي إنَّ هذه الشرائط أربعة: «العقل، والضبط، والعدالة، والإسلام». 5
3- وذكر عين تلك الشروط الآمدي، قائلاً:
... وأمَّا الشروط المعتبرة فهي أربعة: الشرط الأوَّل: أن يكون الراوي مُكلَّفاً؛ الشرط الثاني: أن يكون مسلماً؛ الشرط الثالث: أن يكون ضبطه لما يسمعه أرجح من عدم ضبطه؛ الشرط الرابع: أن يكون متصفاً بالعدالة. 6
إذن، تلخّص إلى هنا أنَّ محدِّثي الجمهور و أصوليّيهم مجمعون على شرطية هذه