57مُبالغة ظاهرة» 1.
فما هوالرجس الأكبر من الشرك؟ ألم يجعل الله مكافحته في قمَّة ما أمر به إبراهيم؟ ألم يستثنه سبحانه وتعالى من الغفران دون الذنوب الأُخرى 2؟ ألم يكن التطهير الملقى على عاتق إبراهيم هوتطهير البيت من مظاهر الشرك والإلحاد؟
نعم، إنَّه قام بتطهير البيت من الدنس ليقوم الناس بعبادة الله، فكيف يُتصوَّر أن تكون الكعبة تعجّ بالأصنام والأوثان، في حين يأتيها الموحدون للعبادة؟! وهل من الممكن اليوم أن يقوم الناس بالحجِّ الإبراهيمي ومقاليد الكعبة في أيدي الأجانب والمستكبرين، يحدِّدون أفعالهم ويسيِّرون مناسكهم وِفق نواياهم وكيف ما شاؤوا؟!
إنِّ ما قام به النبي الأكرم(ص) من تحطيم الأصنام عند فتح مكَّة وتغييب دور المشركين، وخاصّة أبي سفيان، إنَّما كان استمراراً للواجب الإلهي الذي قام به إبراهيم في تطهير البيت، كما يُشكِّل درساً أبدياً لأتباع إبراهيم ومحمّد(ص).
إنَّ الكعبة، والتي تهوي إليها أفئدة الموحّدين، بُنيت على أساسٍ من التوحيد الخالص، الرافض لأيِّ شكل من أشكال الش-رك، خفيّة كان-كالخضوع للنفس الأمّارة بالسوء- أم جليّة، والذي يتمثَّل في عبادة الأوثان والأصنام 3.
ومن هذا المنطلَق يأتي الحجّاج المحرمين القادمين إليها مُلبيّن ومردِّدين