52
(الحج). هكذا هوالحال عند تأكيد الأئمَّة(عليهم السلام) على إقامة عزاء سيّد المظلومين إلى الأبد، وإطلاق صرخة مظلومية أهل بيت رسولالله(ص)، وجور بنيأُمية لعنهمالله، مع أنَّ هؤلاء قد ولّوا وانقرضوا، ولكنَّ الصرخة تبقى صرخة المظلوم على الظالم» 1.
ويقول في جانب آخر من ندائه: «ليس من الصحيح أن نتصوَّر أنَّ جهاد الرُسل الأصنام وعبدتها ينحصر على الخشب والحجر الجماد، وأنَّ أنبياء كإبراهيم، والذي كان سبَّاقاً في تحطيم الأصنام، ترك - والعياذ بالله - مكافحة الظالمين. والحال هوأنَّ تحطيمه للأصنام، وقتاله مع النمروديِّين وعبدة القمر والشمس والنجوم، كان بمثابة الإعداد إلى هجرة كبيرة. وكلّ تلك الهجرات، وتحمُّل الصعوبات، والإسكان في وادٍ غير ذي زرع، وإعمار البيت، وفداء إسماعيل؛ كان إعداداً لمبعث آخر الرّسل. وبدوره يكرّر خاتم الأنبياء قول أوّل وآخر مَن أسَّس البيت، ويبلغ رسالته الأبدية بكلام أبدي هو: (إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ ) . 2 فلوتكن رؤيتنا وتفسيرنا غير هذا، فهويعني أنَّه ليس هناك في عالمنا اليوم وَثَن أووثنيَّة». 3
وها هي أدعيتنا وزياراتنا، والتي تشكِّل وصفة لصنع الإنسان تسموبه إلى الرُقي الفكري والروحي والاجتماعي، تلهج بالبراءة والاشمئزاز من مظاهر الشرك والوثنية، ويقدِّم دعاء
(بَرِئنا من الجاحدين والناكثين والمكذِّبين بيوم الدين) 4في عيد الغدير، نموذجاً لهذا الاتّجاه الإلهي.
وقد يتصوّر المترفين أنَّ يوم العيد هويوم فرح وسرور لايتناسب مع هذا