22 كذَّبوا الأمين جبرائيل، سعياً وراء ذلك لتكذيب رسالة المصطفى(ص)، وقد ردَّ الله تعالى عليهم بإعلان العداء نحوهم، والذي يوجب البراءة منهم.
كما أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين الى التأهُّب لصدِّ أيّ عدوان محتمَل من قِبل أعداء الله، وذلك بالاستعدادات الدفاعية وتسخير كافّة الإمكانيات، حيث يقول: (وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِبٰاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللّٰهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاٰ تَعْلَمُونَهُمُ اللّٰهُ يَعْلَمُهُمْ ) 1.
ومن هذا المنطلق تكون أحد ركائز براءة الله ورسوله والمؤمنين من المشركين عداءهم لله وللحقّ.
ويذكر القرآن الكريم أنَّ إبراهيم(ع) وأصحابه تبرَّؤوا من المشركين وممّا يعبدون، كما جاء في قوله تعالى: (قٰالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنّٰا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمّٰا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ ) 2.
وهكذا فعل رسول الله(ص) عندما خاطب المشركين قائلاً: (إِنَّنِي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ ) 3و (إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تَعْمَلُونَ ) 4.
ومن مجموع الآيات المتقدمة التي سنوضحها فيما بعد بشكل مفصل أن إعلان البراءة لا يختص بالمشركين بل تشمل افعالهم وآلهتهم وأعداء الله. وبمعنى آخر: كلّ هذه العناوين تستوجب البراءة، مجتمعة كانت أمْ بمفردها. وهذا هوالحال بالنسبة للنهي عن التولِّي، والذي لم يختصّ بالنهي عن تولِّي الكفّار فحسب، بل يطال أعداء الله والمعاندين، والمستهزئين بدينه، الذين