23 غضب الله عليهم، وممَّن كان يصدر الفعل، كافراً كان أمْ مشركاً، يهودياً كان أم نصرانياً 1.
وقد صرَّح القرآن بهذا المعنى حين قال: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصٰارىٰ أَوْلِيٰاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيٰاءُ بَعْضٍ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّٰالِمِينَ ) 2. وقد بيّن الله سبحانه وتعالى أنّ النهي عن تولي هؤلاء لا يختص بهم فقط، بل جاء في بعض الآيات بأنّه يشتمل جماعة غيرهم، حيث قال جلّ وعلا: (إِنَّمٰا يَنْهٰاكُمُ اللّٰهُ عَنِ الَّذِينَ قٰاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَ أَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيٰارِكُمْ وَ ظٰاهَرُوا عَلىٰ إِخْرٰاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَ مَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولٰئِكَ هُمُ الظّٰالِمُونَ ) 3.
وكما تشير الآية الكريمة، فإنَّ فريقاً آخر دخل في دائرة النهي عن التولِّي، وهم أُولئك الذين قاتلوا وأخرجوا وظاهروا على إخراج المسلمين من ديارهم، ويصف مَن يتولّهم بالظلم. وهناك نقطة جديرة بالإشارة في هذه الآية سنستعرضها لاحقاً.
إن الآيات المتقدمة قد ذكرت بأنّ الله سبحانه وتعالى، وفي مواقف عدَّة، أنكر وأبغض الكفّار والظالمين والمسرفين والمفسدين والمتكبّرين والخائنين 4.
فإذا كان الله لا يحبّ هذه الطوائف، بل أبغضها، فكيف يجوز للمؤمنين إظهار الودِّ والمحبَّة لهم؟!
فلوأنّ هناك موارد تظهر فيها عدم النهي عن العلاقة مع هؤلاء، فذلك