21
الفصل الثالث: حدود البراءة
يُستفاد ممَّا جاء في القرآن الكريم على أنَّ براءة الله ورسوله والمؤمنين لاتختص بالمشركين، بل تشمل أفعالهم وآلهتهم؛ باعتبارها صدّ عن سبيل الهداية، وقد ذكر القرآن مواقف الرسل إزاء ذلك؛ حيث تبرّأ نوح(ع) من أفعال قومه عندما قال: (أَنَا بَرِيءٌ مِمّٰا تُجْرِمُونَ ) 1بناءً على أحد تفاسيرها، وهود(ع) من ذنوب يقترفها قومه، إذ قال: (إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ ) 2، وفيها براءة من كافّة نماذج الشرك، وإبراهيم(ع) من آزر، بعد ما تبيَّن عداؤه لله سبحانه وتعالى: (فَلَمّٰا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّٰهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ) 3.
إذن، تبيَّن أنَّ العداء لله له مصاديق وصور مختلفة، مهما تعدَّدت واختلفت بواعثه. يقول الله سبحانه: (مَنْ كٰانَ عَدُوًّا لِلّٰهِ وَ مَلاٰئِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ وَ جِبْرِيلَ وَ مِيكٰالَ فَإِنَّ اللّٰهَ عَدُوٌّ لِلْكٰافِرِينَ ) 4. والآية الشريفة تتحدَّث عن اليهود الذين