52كون القرآن كاشفاً عن الحقائق، فجاءت هذه الآيات الشريفة مشيرة إلى بعض تلك الكمالات الإلهيّة التي تمثّل بها أميرالمؤمنين عليه السلام ، هادفة إلى غاية مهمّة ألا وهي أنّ هذا الإنسان هو الإنسان الكامل بعد النبي الخاتم (ص) ، وأنّه الخليفة الإلهي والمظهر الأتم لله تعالى بعد النبي (ص) ؛ ولذا فهو الأقدر على إيصال الركب البشري بأسره - بالهداية الإيصالية - إلى الحقّ سبحانه وتعالى، والتي منها:
1- أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام هو رأس أهل الإيمان وقائدهم إلى الحقّ سبحانه وتعالى.
2- أنّه عليه السلام خير البرية؛ وذلك لكونه أكرم الخلق على الله. وهذا مقام عظيم؛ لأنّه يشير إلى الخيرية المطلقة على جميع البرية ما عدا النبي الخاتم محمّد (ص) .
3- أنّه عليه السلام خير البرية كما تقدّم سابقاً، ويتفرع على ذلك أنّ أتباعه وشيعته لهم مقام عظيم حيث يطلق عليهم بأنّهم خير البرية تبعاً له عليه السلام ؛ وذلك لاستسلامهم لنهجه وصراطه المستقيم.
4- أنّه عليه السلام صالح المؤمنين، وهذا الصلاح أعم من الصلاح العقائدي والصلاح السلوكي، وهذا يدل على أنّه عليه السلام الشخصية الكاملة في الصلاح ببعديه العقائدي والسلوكي، ومن ثمّ وجب اتّباعه في ذلك، وهذا يكشف أنّ ذاته عين الصلاح وصلاح المؤمنين بتبع صلاحه؛ لأنّ ما بالغير ينتهي إلى ما بالذات.
5- أنّه عليه السلام الهادي بعد رسولالله (ص) ، وهذا صريح في ولايته وهدايته المطلقة للبشرية؛ لأنّ الهداية ذاتية له وإلّا احتاج إلى من يهديه، ولازم ذلك التسلسل الباطل، قال تعالى: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ