51بهذه الألفاظ والتراكيب العربية لا يعني أنّه يهتم بإبراز قوالب أدبية فقط، بل إنّ وراء هذه الألفاظ حقائق جمّة كشفت عنها هذه الألفاظ الإلهيّة المعصومة، ومن ثَمَّ نعتقد أنّ القرآن الكريم بمعانيه وألفاظه نازل من الحقّ سبحانه وتعالى، وأنّ معانيه غير متناهية كما ورد في روايات الأئمة المعصومين عليهم السلام أنّ للقرآن سبعون بطناً 1 وهذا فيما يعني عدم جواز الوقوف على ظاهر الألفاظ، بل ينبغي الغور في المعاني لاكتشاف الحقائق القرآنية، وكما عبَّرت بعض الروايات أنّ الآيات القرآنية بمثابة كنوز لا بدّ من الوقوف عليها والتأمّل فيها.
هذا مضافاً إلى أنّ القرآن الكريم هو تعبير عن المرتبة العلمية للنبي الخاتم (ص) ، فإنّ كلّ كتاب سماوي أنزله الله سبحانه وتعالى على أنبيائه إنّما جاء معبّراً عن الحالة العلمية لذلك النبي، ومن ثَمَّ كان القرآن الكريم هو أعظم الكتب السماوية التي نزلت، وهو الكتاب المهيمن على كلّ الكتب الإلهيّة، ففيه ما في الكتب الإلهيّة السابقة وزيادة من الحقائق التي اختص بها النبي الخاتم (ص) وأهل بيته الأئمة المعصومين عليهم السلام ، فتدبّر في قوله تعالى: وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ (صف: 6) فتأمّل.
على هدي هذه الحقيقة المعرفيّة المتقدّمة يتضح لنا جليّاً أنّ الآيات الواردة في أميرالمؤمنين عليه السلام إنّما هي إشارات وبيانات للكمالات الحقيقية التي انطوت في شخصية أميرالمؤمنين عليه السلام ، وأنّ هذه الفضائل واقعية وليست أموراً افتراضية أو اعتبارية أو ما شئت فعبِّر؛ وذلك لما قلنا من