39الإمام هذه المراسلات وبدأ بالتعبئة العسكرية العامة، وتثوير الشعب وتشجيعه، وتكتيل الطاقات في الداخل للاستعداد، لمجابهة معاوية ومعسكره في الشام. 
  
    
 لامناص من الحرب 
  
  قام الإمام الحسن بالتهيئة العسكرية لخوض غمار الحرب، فبعث حجر بن عدي يأمر العمّال والناس بالتهيؤ للمسير، ونادى المنادي الصلاة جامعة، فاقبل الناس يتوثَّبون ويجتمعون، فقال الحسن(ع): إذا رضيت جماعة الناس فاعلمني، وجاء سعيد بن قيس الهمداني فقال: اخرج، فخرج الحسن(ع)، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال: 
  
     أمَّا بعد، فانَّ الله كتب الجهاد على خلقه وسمَّاه كرهاً، ثُمَّ قال لأهل الجهاد من المؤمنين اصبروا، إنَّ الله مع الصابرين، فلستم أيُّها الناس نائلين ما تحبّون إلّا بالصبر على ما تكرهون. إنّه بلغني أنَّ معاوية بلغه أنَّا كنا أزمعنا على المسير إليه، فتحرَّك لذلك، فاخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم بالنخيلة، حتى ننظر وتنظروا ونرى وتروا. 1
  
  
    
 الكوفة ومجتمعها الممزوج بعدَّة اتّجاهات 
  
  الكوفة التي تعدّ المعقل الرئيس لجيش الإمام، هذه المدينة التي تمتلك تركيباً مزيجاً وخليطاً من عدّة اتجاهات ممّا ينعكس سلباً على مُجريات الأحداث. وهذه الاتجاهات يمكن تقسيمها إلى عدّة فئات: