38طُرق ملتوية ومتعسّفة؛ فأسلوب التفاوض بالّتي هي أحسن لا ينفع، طالما يرى أن الخصم لا يؤمن بهذه اللغة، لذا انتقل الإمام إلى لغة أخرى يفهمها معاوية، وهي لغة الحرب. 
  
    
 معاوية يعبّئ الناس لقتال الإمام الحسن(ع) 
  
  بعد وصول كتاب الإمام الحسن لمعاوية، كتب إلى عماله على النواحي نسخة واحدة: 
   أمّا بعد، فالحمد لله الذي كفاكم مؤونة عدوّكم، وقتلة خليفتكم. إنَّ الله بلطفه وحُسن صنعه أتاح لعلي بن أبي طالب رجلاً من عباده، فاغتاله فقتله، فترك أصحابه متفرّقين مختلفين، وقد جاءتنا كتب أشرافهم وقادتهم يلتمسون الأمان لأنفسهم وعشائرهم، فاقبلوا إليَّ حين يأتيكم كتابي هذا، بجدّكم وجهدكم وحسن عدّتكم، فقد أصبتم بحمد الله الثأر، وبلغتم الأمل، وأهلك الله أهل البغي والعدوان، والسلام. 
  فاجتمعت العساكر إلى معاوية، وسار قاصداً إلى العراق. 1
  والذي يُلفت النظر في هذه الرسالة، أنَّ معاوية ينسب البغي والعدوان للإمام علي(ع)، مع أنَّ معاوية وجنوده هم الباغون، وقد قتلوا الصحابي الجليل عمار بن ياسر، وقد تقدم مارواه مسلم في حديث ان عماراً تقتله الفئة الباغية. 2
  وهذا ما توقّعه الإمام الحسن (ع) طيلة مراسلاته مع معاوية، لذا أوقف