29 ثُمَّ نزل من المنبر، فرتَّب العمال، وأمر الأمراء، ونظر في الأمور، وأنفذ عبدالله بن العباس إلى البصرة. قال: وكان أوَّل شيء أحدثه الحسن [بن علي(ع)] أنَّه زاد المقاتلة مائة مائة، وقد كان علي(ع) أبوه فعل ذلك يوم الجمل، والحسن [(ع)] فعله على حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء من بعد ذلك. 1
وحين علم معاوية ببيعة الإمام، بدأت نوازع الشر والخداع تعتمل في نفسه، لخلق جوٍّ من البلبلة وإشاعة الفتنة بين الناس، والغرض هو إضعاف الدولة الفتية التي حكمها الإمام الشرعي، وإضعاف ثقة الناس بسياسته وحكمته.
وأوَّل عمل قام به هو: إرسال الجواسيس إلى عاصمة الدولة الإسلامية في الكوفة، ومدينة البصرة ذات الثقل السياسي والاجتماعي.
قال الشيخ المفيد:
لمَّا بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين(ع)، وبيعة الناس الحسن(ع)؛ دسَّ رجلاً من حمير إلى الكوفة، ورجلاً من بني القين إلى البصرة، ليكتبا إليه بالأخبار ويُفسدا على الحسن(ع) الأمور. 2
ولكن خطة التآمر التي قادها معاوية فشلت، وأحبط الإمام الحسن هذا المخطَّط الخبيث.
قال الشيخ المفيد(رحمة الله):
فعرف ذلك الحسن(ع)، فأمر باستخراج الحميري من عند حجام