11للأُمور الروحيّة شيئاً فشيئاً، وهذا الأمر هو الذي جعل للتوسّل مكانةً خاصّةً عند البشر.
وهذا الملجأ بطبيعة الحال يختلف باختلاف عقائد الناس، فأحياناً يكون إنساناً مثلهم، وأحياناً يكون صنماً أو طاغيةً، وأحياناً يلتجِؤون إلى مدبّر الأُمور جلّ شأنه. ومن المؤكّد أنّ العقلاء لا يلتجؤون لأيّ شيءٍ كان، بل يجعلون مَأواهم وملتجأهم مَن بيده زمام الأُمور، فالعقل يُدرك أنّ المخلوق الضعيف الذي لا ينفع نفسه كيف يمكنه أن يحلّ مشاكل الآخرين؟!
ومن جهةٍ أُخرى، فإنّ كافّة البشر يتمتّعون بنفس القدرة والمستوى، باستثناء الذين أنعم الله تعالى عليهم بقدرةٍ خاصّةٍ، ومنحهم مكانةً رفيعةً امتازوا بها عن سائر البشر، فإنّ هؤلاء لم ينالوا هذه الكرامة إلّا بعد خلوص النيّة وكمال العبوديّة، ومن ثمّ صار باستطاعتهم حلّ مشاكل الآخرين المادّية والروحيّة بإذن الله وبفيضٍ منه تعالى. فهؤلاء الأشخاص قد جعلهم الله تعالى واسطةً بينه وبين خلقه؛ إذ إنّه جلّ شأنه تارةً يبعثهم كأنبياء يحملون على عاتقهم مسؤوليّة هداية الناس، فيخرجونهم من