58العلّة في الأمر بالزيارة: التذكير بالآخرة، أو بالموت، وأنّ فيها عبرة، وأنّها تزهّد بالدنيا، وأنّها تُرقّ القلب وتُدمع العين. وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الآثار المترتبة تكون آكد في زيارة قبور الأئمّة المعصومين(عليهم السلام)؛ وذلك لِما في زيارتهم من تذكّر لمقارعتهم الظالمين، وما لحق بهم جرّاء ذلك، وإحياءً لمظلوميّتهم ومصيبتهم، فتدمع العين لأجل ذلك، وما في ذلك من تزهيد بالدنيا وزخرفها.
فبناءً على ذلك، يكون الأمر (فزوروها) دالّاً بشكل مؤكّد على استحباب زيارة قبورهم(عليهم السلام) بطريق أولى. ولازم هذا الاستحباب استحباب السفر بقصد هذه الزيارة.
الدليل الثانى
ممّا لا شكّ فيه أنّ زيارة أولياء الله - وخصوصاً المعصومين(عليهم السلام) - والسفر إلى أضرحتهم وقبورهم المباركة بقصد الزيارة، فيه إحياءٌ لذكرهم ونهجهم الصالح، وإحياء نهجهم وفكرهم مصداق متيقّن من مصاديق إحياء شعائر الله تعالى؛ لأنّ تذكّر عليّ بن أبي طالب، إنّما هو تذكّر لقيم العدالة والمساواة والتقوى والإخلاص في سبيل الله تعالى، وإعانة الفقراء والمعدمين. وتذكّر الحسن والحسين تذكّر لرموز الرفض للظلم، وإحياء لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتثقيف للأمّة بثقافة الشهادة في سبيل المبادئ. وتذكّر الإمام السجاد تذكّر لأوضح مصاديق زمانه في النسك والتقوى والزهد والعبادة المخلصة لله تعالى والخضوع له تعالى.
وإحياء ذكر الأئمّة الباقر والصادق وباقي الأئمّة إنّما هو رفع لراية العلوم الإسلامية، والتحصّن ضدّ الثقافات الدخيلة على المنهج