53وخصوصاً الروايات التي أشارت إلى ذلك.
ثانيهما: أنّ كثيراً من هذه الروايات وإن كان يعاني من مشاكل سَنَدية، ولكن يجوز الاعتماد عليها للأسباب التالية:
1 - إنّ هذه الأحاديث وإن لو نظر لكلّ منها بشكل منفرد لم تكن قابلة للاعتماد، ولكن النظر لها بشكل مجتمع - خصوصاً أفضلية بعض أسانيدها إلى حدٍّ ما - فإنّ بعضها يقوّي بعضاً فيصحّ الاعتماد عليها.
فبخصوص الحديث الأوّل، يقول العقيلي: «وهذا يروى بغير هذا الإسناد من طريق أيضاً فيه لِين» 1، وكذلك الذهبي يقول: «ويروى في هذا شيء أمثل من هذا» 2، ويقول ابن حجر العسقلاني: «طرق هذا الحديث كلّها ضعيفة، لكن صحّحه من حديث ابن عمر أبوعلي بن السكن في إيراده إياه في أثناء السنن الصحاح له، وعبد الحق في الأحكام في سكوته عنه، والشيخ تقي الدين السبكي من المتأخّرين باعتبار مجموع الطرق» 3.
ويقول عبد الحي اللكنوي، وهو من علماء القرن الثاني عشر، في كتاب (شرح موطّأ مالك):
«وأكثر طرق هذه الأحاديث وإن كانت ضعيف، لكنّ بعضها سالم عن الضعف القادح، وبالمجموع يحصل القوّة كما حقّقه الحافظ ابن حجر في (التلخيص الحبير)، والتقي السبكي في كتابه (شفاء الأسقام في زيارة خير الأنام)، وقد أخطأ بعض معاصريه، وهو ابن تيميّة، حيث