50التامّة إنّما هي في شدّ الرحال إلى هذه الثلاثة خاصّة».
وابن تيميّة (م 728) - الذي وصف من قبل كثير من علماء السنّة بأنّه مبتدعٌ فاسق كافر - يقول: «وكلّ هذا ضلال عن الدين باتّفاق المسلمين، بل نفس السفر لزيارة قبر من القبور، قبر نبي أو غيره، منهي عنه عند جمهور العلماء، حتّى أنّهم لا يجوّزون قصر الصلاة فيه بناء على أنّه سفر معصية»!!
المسألة الثانية: استحباب السفر لغرض زيارة قبور الأنبياء والأولياء
1- استحباب السفر لزيارة قبر النبى الكريم(ص)
توجد عدّة أدلّة على استحباب السفر بقصد زيارة قبر النبيّ الكريم(ص)، منها:
الدليل الأوّل: القرآن الكريم
يقول تعالى في كتابه الكريم:وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً 1.
تدلّ هذه الآية على دعوة الناس للمجيء إلى النبيّ(ص) والاستغفار عنده واستغفار النبيّ لهم. ولا يختلف الحال بين كون النبيّ الكريم(ص) موجوداً بشخصه المادي بينهم أو بعد وفاته، خصوصاً حين نأخذ بنظر الاعتبار الأحاديث الدالّة على أنّ الأنبياء صلوات الله عليهم أحياءٌ في قبورهم:
«الأنبياء أحياء في قبورهم» 2.
أضف إلى ذلك أنّ جملة إِذْ ظَلَمُوا فعلٌ وقع في سياق الشرط،