34واستدلّ الطحطاوي في (حاشية مراقي الفلاح) على جواز زيارة القبور بهذه الرواية 1.
والبعض - كمحمّد بن إسماعيل الكحلاني - حين أراد تضعيف هذه الرواية قال: «قلت: وهو حديث مرسل؛ فإنّ علي بن الحسين لميدرك فاطمة بنت محمّد [ص]» 2.
والعجيب أن يصدر هذا الكلام من مثله؛ وذلك لأنّ كتاب (المستدرك) و (السنن الكبرى) يذكر في سند الرواية: «علي بن الحسين عن أبيه»، فالرواية مرويّة عن الإمام الحسين(ع). ولكن هذا ناشئ من عدم الدقّة والتريّث.
الدليل الخامس: عدم نهي النبيّ(ص) المرأة التي وجدها تبكي عند أحد القبور عن زيارة القبور، وحثّها على الصبر. فيستفاد من ذلك جواز زيارة القبور للنساء.
فقد روي عن أنس بن مالك قوله: «مرّ النبيّ [ص] بامرأة تبكي عند قبرٍ، فقال: اتّقي الله واصبري. قالت: إليك عنّي؛ فإنّك لم تُصب بمصيبتي. ولم تعرفه! فقيل لها: إنّه النبيّ [ص]، فأتت باب النبيّ [ص] فلم تجد عنده بوّابين، فقالت: لم أعرفك. فقال: إنّما الصبر عند الصدمة الأولى» 3.
ويقول العيني تعليقاً على هذه الرواية:
«وفيه: جواز زيارة القبور مطلقاً، سواء كان الزائر رجلاً أو امرأة» 4.