23ج - أن لا نعلم الروايةَ المتقدّمة من الروايتين، وأيٍّ منهما المتأخّرة، وهنا يقدِّم عامّة الأصوليين الخاصَّ على العام، وحينئذٍ تبقى رواية تحريم زيارة النساء للقبور على دلالتها 1.
مناقشة استدلال ابن تيمية
المناقشة الأُولى
إنّ ادّعاء اختصاص رواية: «نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها» بالرجال، بسبب ضمائر التذكير الواردة فيها، قولٌ بلا معرفةٍ أو دليل؛ وذلك:
أوّلاً - أنّ كثيراً من الخطابات في الآيات القرآنية والروايات جاءت بصيغة الجمع المذكّر، ولو كان مجرّد التذكير دليلاً على أنّ المراد خصوص الذكور منها، فلازم ذلك أن تكون كثير من خطابات القرآن والروايات غير شاملة للنساء، مثل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ 2، و أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّكاةَ 3، و الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّباتُ 4.
وممّا لا شكّ فيه عدم اختصاص هذه الخطابات بالرجال وحدهم.
ثانياً - جاء في ألفاظ الرواية الثانية المذكورة ثلاثة مقاطع 5، هي:
1 -
«نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها؛ لأنّها تذكّر الآخرة» .