19وإظهاراً لمخالفة المشركين الذين كانوا يقصدون القبور لأجل عبادتها، ويسجدون لها. وبعد أن تطوّر الفهم والوعي الديني لدى المسلمين، ومستوى معرفتهم بالله تعالى، أجاز لهم زيارة القبور، وذكر لها فوائد عدّة.
ومع غض النظر عن هذا الكلام، يمكن أن نقول أيضاً: إنّ الحكم الأوّلي لزيارة القبور كان محرّماً في سُنّة النبيّ(ص)، وبعد ذلك قام النبيّ بنسخ هذا الحكم، وأجاز هذا الأمر، بل ندب إليه.
وفي الحقيقة يعتبر هذا المورد من موارد نسخ السنّة بالسنّة، وكثير من علماء أصول الفقه في المدرسة السنّية يعتبرونه من مصاديق نسخ السنّة بالسنّة 1.
ودلالة هذه الروايات على استحباب زيارة القبور للرجال موضع وفاق بين جميع علماء المسلمين، بل ادّعى البعض الإجماع عليه 2 ، ولكنّهم اختلفوا في دلالتها على استحباب ذلك بالنسبة للنساء، وسيأتيك تفصيل ذلك.
ثانياً: سيرة النبى الأكرم(ص)
ممّا لا ريب فيه أنّ زيارة القبور كانت واحدة من جوانب السيرة النبويّة الشريفة، حيث ينقل أهل السنّة في كتبهم الحديثيّة أنّ النبيّ(ص) كان يزور قبر أمّه آمنة ويبكي عنده. فقد نُقل عن أبي هريرة أنّه قال: