183 - زيارة القبور.
ب - أنّ زيارة القبور، من بين الطرق الثلاثة الآنفة، أفضل وسيلة لعلاج قسوة القلب والمناعة من الفتن الشيطانية؛ لأنّ ذكر الموت مع ما يوجبه من الالتفات إلى عاقبة الإنسان، ليس بمستوى رؤية الأشخاص حال الاحتضار، ولكنّ مشاهدة الأشخاص حال الاحتضار غير متيسّرة دائماً ولكلّ شخص، فتكون زيارة القبور أفضل وسيلة لذلك؛ لأنّها ممكنة دائماً.
ج - لابدّ أن يكون الهدف من زيارة القبور لغرض إصلاح القلوب والإنابة إلى الله تعالى وتذكّر يوم الجزاء، أو من أجل تلاوة القرآن وقراءة الفاتحة والدعاء للموتى.
والكلّ يعلم أنّ هدف المؤمنين الشيعة من ذهابهم إلى المقابر ليس سوى جلاء القلوب والتوجّه إلى الله تعالى، وتذكّر يوم القيامة والجزاء، وكذلك لتلاوة القرآن وقراءة الفاتحة والدعاء للموتى.
الطائفة الثالثة
وهي مجموعة الروايات التي جاء في ذيلها - بعد قول الرسول:
«نَهيتُكم عن زيارة القبور، فزوروها» - أحد عبارتين:
1 - «ولا تقولوا: هجراً» 1.
2 - «واجعلوا زيارتكم لها صلاةً عليهم واستغفاراً لهم» 2.
فإنّه يستفاد من مجموع هذه الروايات أنّ النبيّ الأكرم(ص) وإن كان قد نهى سابقاً عن زيارة القبور، إلّا أنّ ذلك كان لأجل مصلحةٍ يهدفها،