14بالخطايا والذنوب.
ومن المتعارف بين الناس أنّهم إذا قصدوا الذهاب إلى ضيافة، فإنّهم بعد العودة من عملهم يغسلون أجسادهم، ويرتدون أجمل وأنظف ثيابهم، ويمشّطون شعورهم، ويتعطّرون، ثمّ يذهبون إلى الضيافة، وكلّما كان المضيف في أنظارهم أهمّ فسيكون اهتمامهم بمراعاة الآداب معه أكثر، فكيف لوكان المضيّف هو الله تعالى وقصَد الإنسان ضيافته؟ وهل هناك أحد أعظم من الله؟ ألا يكون ذلك بعيداً عن الأدب بأن يقصد العبد ربّه بقلب مملوء بالذنوب والمعاصي، والله محيط بجميع أفكارنا وأسرارنا وبواطننا ونوايانا وسرائرنا وجميع سلوكيّاتنا وتصرّفاتنا؟
لهذا يلزم على الحاجّ قبل الدخول في الحرمين الشريفين أن يطهّر قلبه من شوائب وأدران الذنوب، ويجب عليه أن يتوب توبةً حقيقيّة نصوحاً، كما وصفها الله تعالى بقوله: (يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللّٰهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسىٰ رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئٰاتِكُمْ وَ يُدْخِلَكُمْ جَنّٰاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهٰارُ). (التحريم: 8)
والتوبة النصوح: هي التوبة المرفقة بقرار عدم العودة إلى ارتكاب الذنب أبداً، وتحتاج هذه التوبة إلى قرار حاسم وجادّ، وعزم لايتخلّله الشكّ والترديد.
والطريقة التي أوصى بها أئمّة الدين لنيل التوبة النصوح كالتالي:
يجب على المذنب في البداية أن يندم على سوء ما صدر منه من فعل قبيح، ثمّ يتّخذ قرار عدم ارتكاب المعاصي لاحقاً، وأن لا يعود