41أمّا تفسيره بالوليّ فلا منافاة فيه لما ترتئيه؛ لما ثبت من مساوقة (الوليِّ) مع (المولى) في جملة من المعانى ، ومنها : الاولى بالامر ، وسيوافيك إيضاح ذلك إن شاء اللّٰه ، فيكون القولان محض تغاير في التعبير لا تبايناً في الحقيقة . وما استرسل بعد ذلك من البيان فهو تقريب لإرادة المعنى كما أسلفناه . والقول الثالث هو ذكر لازم المعنى سواءٌ كان هو الوليّ أو الاولى ، فلا معاندة بينه وبين ما تقدّمه من تفسير اللفظ . وهناك آيات اخرى استعمل فيها المولى أيضاً بمعنى الاولى بالأمر منها :
قوله تعالى في سورة البقرة أَنْتَ مَوْلاٰنٰا 1 قال الثعلبي في الكشف والبيان 2 : أي: ناصرنا وحافظنا و أولى بنا .
وقوله تعالى في سورة آل عمران : بَلِ اللّٰهُ مَوْلاٰكُمْ قال أحمد ابن الحسن الزاهد الدرواجكي في تفسيره المشهور بالزاهدي :
أي : اللّٰه أولى بأن يُطاع .
وقوله تعالى في سورة التوبة: مٰا كَتَبَ اللّٰهُ لَنٰا هُوَ مَوْلاٰنٰا وَ عَلَى اللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ 3 قال أبو حيان في تفسيره (5 : 52) : قال الكلبي : أيأولى بنا من أنفسنا في الموت