40مكان قول القائل : إنّه الكريم ، أو : مكانكم عمّا قريب ، من الولي وهو القرب ، أو ناصركم على طريقة قوله : تحيّة بينهم ضربٌ وجيع . أو متولّيكم يتولّاكم كما تولّيتم موجباتها في الدنيا . انتهى .
فإنّه لا يعنى به الحقيقة اللغويّة التي نص بها أولاً وإنّما يريد الحاصل من المعنى ، ويشعر 1 الىٰ ذلك تقديم قوله : هي أولى بكم واستشهاده ببيت لبيد الذي لم يحتمل فيه غير هذا المعنى . وقوله أخيراً : مكانكم الذي يقال فيه . . . إلخ . وأنّه أخذ في تقريب بقيّة المعاني بأنحاء من العناية يناسب كلٌ منها واحداً منهنَّ إلاّ معنى (الأولى) فإنّه لم يقربه من الوجهة اللغوية ، بل أثبته بتقديمه والاستشهاد بالشعر ، وإنّما طفِق يقرّبه من وجهة القصد والإرادة .
ويقرب منه ما في تفسير النسفي 2 .
وقال الخازن 3هِيَ مَوْلاٰكُمْ أي: وليّكم . وقيل أولى بكم لما أسلفتم من الذنوب . والمعنى هي التي تلي عليكم ؛ لأنها ملكت أمركم وأسلمتم إليها ، فهي أولى بكم من كلِّ شيء ، وقيل : معنى الآية : لا مولى لكم ولا ناصر ؛ لأنّ من كانت النار مولاه فلا مولى له . اه انتهى.