26
شهوانياً، لكنّه ينفعك و يجاهد عنك بيده و لسانه و في الباطن عدوّ لك بحاله و قلبه. فهل معظم أتباعك إلاّ قعيد مربوط خفيف العقل، او ناشف صالح عديم الفهم، فان لم تصدقني ففتّشهم وزنهم بالعدل.
يامسلم! اقدم حمار شهوتك لمدح نفسك، إلى كم تصادقها و تعادي الأخيار؟ إلى كم تصدقها و تزدري بالأبرار، إلى كم تعظمها و تصغر العباد، إلى متي تخالِلها و تمقت الزهاد، إلى متى تمدح كلامك بكيفية لاتمدح بها والله احاديث الصحيحين. يا ليت احاديث الصحيحين تسلم منك بل في كل وقت تغيّر عليها بالتضعيف و الإهدار او بالتأويل و الإنكار.
أما آن لك ان ترعوي؟ أما حان لك ان تتوب و تنيب؟ أما انت في عشر السبعين و قد قرب الرحيل. بلي والله ما أذكر انّك تذكر الموت، بل تزدري بمن يذكر الموت، فما اظنّك تقبل على قولي و لاتُصغي إلى وعظي، بل لك همّة كبيرة في