27وقال أيضاً: «ورجال أحاديثهم فيهم أسماء لا مسمّى لها، وأكثرهم ينتحل المذاهب الفاسدة في نظر الاثني عشريّة نفسها، فهم في عداد الكفرة... والرافضة تقيم كلّ عقائدها ومبادئها على روايات من وضع هؤلاء الأفّاكين، نسبوها للأئمّة، والأئمّة منها براء؛ إذ منهم من هو خليفة راشد يجب طاعته كالخلفاء قبله وهو عليّ، ومنهم من هو من أئمّة العلم والدين كعليّ بن الحسين، وأبي جعفر الباقر، وجعفر الصادق، ويجب لهم ما يجب لأمثالهم من أئمّة العلم والدين، ومنهم دون ذلك، ومنهم من ضعّفه بعض أهل العلم وهو الحسن العسكري، ومنهم معدوم ولا وجود له وهو إمامهم المزعوم منذ سنة (260ه)، وكلّ ما ينسبونه لهم من غلو هو من اختراع زنادقة القرون البائدة» 1. 
  فهذا النصّ الذي ذكره الدكتور القفاري يكشف عن نفس عدوانيّة متعصّبة لا تعي ما تقول، وإن وعت فهي لا تريد إدراك الحقّ. 
  فنسأل الدكتور: من هم هؤلاء الأفّاكين الذين تقيم الشيعة عليهم عقائدها، وهم أسماء لا مسمّى لهم؟ فياليته ذكر ذلك وأفصح وأبان عنه، ولكن أنّى له ذلك؟! فرجال أحاديث الشيعة لهم من الفضل والعلم والتقوى ما هو مقرّر في كتب تراجمهم، ويشهد بفضلهم العامّ والخاصّ، وهم بدورهم يخضعون أسانيد كلّ كتبهم بما فيها الكتب الأربعة - للكليني والصدوق والطوسي - إلى القواعد المقرّرة في علم الرجال والدراية وعلم الجرح والتعديل.