19
الوهابيّون والحنابلة
وهؤلاء الثلاثة هم مَن اعتمد عليهم محمد بن عبد الوهاب في دعوته؛ فهو لميجد دعماً لأفكاره إلاّ من خلال أفكار هؤلاء، ولم يجد عوناً من رموز أهل السنّة سواهم، ولاحتى من الحنابلة القدامى، الذين لميطرحوا قضيّة التوسّل أو الاستغاثة بالأموات، أو شدّ الرحال أو إنكار إحياء المناسبات، وهي الأفكار التي برز وهو يدعو لها، وجعلها أساس دعوته، والفيصل بين الإسلام والشرك.
وابن عبد الوهاب لميكن سوى شخصية بدوية جافّة، غليظة القلب لانصيب لها من العلم أو من العقل، فليس في تاريخه ما يشير إلى نبوغه أو اجتهاده، في أيِّ مجال من مجالات العلم، وهو ليس إلاّ مجرّد نبت مفاجئ، تحيط به العديد من علامات الاستفهام!
ومن الطبيعي لشخصية تحمل هذه الصفات، أن تميل لطرح ابن تيميّة الشاذ، الذي لايحتاج تناوله لأدوات سوى القدرة على النقل والجهر بما يُنقل، وهو الأمر المتاح لكلِّ الناس.
يروي الشيخ (الزيني دحلان): أنَّ شقيقه سليمان كان من أهل العلم، فكان يُنكر عليه إنكاراً شديداً في كلِّ ما يفعله أو يأمر به، ولم يتبعه في شيءٍ ممّا ابتدعه. وقال له يوماً: كم