18هذا وغيره هو ما أدّى إلى حبسه، ومعه تلميذه ابن القيم الجوزية، الذي أُفرج عنه بعد وفاة ابن تيميّة في الحبس، ليجهر بأفكار أستاذه ومعه ابن كثير، ويتمّ القبض عليهما، ويُطاف بهما في الطرقات على حمارٍ معكوسين 1.
وابن القيم كان يحمل الكثير من طبائع ابن تيميّة، وسار على سنّته في النيل من علماء عصره، والتعصّب لفكرة التجسيم، وإنكار شدّ الرحال، وترك الكثير من الآثار التي تدور في محيط هذه الأفكار.
أمّا ابن كثير، فقد اتّجه نحو التركيز على التفسير والتاريخ، فقام بجمع تاريخ الطبري وغيره من التواريخ في كتاب واحد، وقام بتهذيب تفسير الطبري، وليس له آثار تُذكر سوى كتاب في مصطلح الحديث.
وظلّ ابن كثير على التزامه بنهج ابن تيميّة ومعتقداته، ونزعته العدائية للآخر، والتي تبدو بوضوح من خلال عرضه للحوادث التاريخية التي تتعلّق بخصوم الحنابلة، أو الحديث عن أهل البيت، أو رموز المذاهب والتيّارات الأُخرى. وقد اهتمّ الوهابيّون بتاريخه وتفسيره، وقدّموهما على المصادر الأُخرى 2.