13لأنّ معها لا يُبدئ الباطل و لا يعيد: قُلْ جٰاءَ الْحَقُّ وَ مٰا يُبْدِئُ الْبٰاطِلُ وَ مٰا يُعِيدُ . 1 والدليل علي كونها أي الكعبة عاملة للقيام هو قوله سبحانه: قِيٰاماً لِلنّٰاسِ . 2 فهي محور المقاومة والوحدة الإسلامية من مشارق الأرض و مغاربها، و من يُرد فيها بظلم أو إلحاد يذقْه الله عذاباً أليماً.
و لعلّ بناء الخليل(ع) - الجذّاذ للأوثان و الأصنام - جعل الكعبة سبباً للقيام علي كسر أصنام الجاهلية بإذن الله، و الشاهد علي أنّ هذا البيت الرفيع بناؤه، هو استقرار مقامه فيه من أبعد عهدٍ إلي اليوم كما قال سبحانه: فِيهِ آيٰاتٌ بَيِّنٰاتٌ مَقٰامُ إِبْرٰاهِيمَ . 3 والعربي الجاهلي جعله مأمناً للقاتل و كان يحفظه مادام هو فيه، و ليس ذلك لكونه معبداً للصنم، إذ لم يعهد إجْلال معبده أصلاً، حيث إنّه كم من معبد في شرق الأرض و غربها للصنم و الوثن لا يعهد فيه مثل ذلك؛ والحاصل أنّ الكعبة سبب قيام الناس للاعتقاد.
وأنّ المال سبب قيام الناس للاقتصاد حسبما يستفاد من قوله تعالي: وَ لاٰ تُؤْتُوا السُّفَهٰاءَ أَمْوٰالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّٰهُ لَكُمْ قِيٰاماً . 4 فإذا قام الناس بالكعبة للاعتقاد، يتمّ لهم القيام بالمال للاقتصاد، و إذا قعدوا عنها و لا يقوموا بها للاعتقاد صار المال وبالاً و دولةً بين الأغنياء منهم، و يصيرون شيعاً يستضعف الغنيُّ منهم الفقير، و يستأثرون لأنفسهم ما الناس فيه شَرَعٌ سواء، و يخضمون مال الله خضم الإبل نَبْتَة الربيع، و يحومون حوم النثيل والمعتلف، أعاذ الله الأمة الإسلامية من هؤلاء، و من يحذو حذوهم.