12الحكمة بلا جزافٍ، و متن الواقعيّة بلا تسامحٍ و لاتساهلٍ.
و إن شئت فقارن هذه الإضافة و الإضافة التي في قوله تعالي: وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي . 1 إذ المضاف هناك أي الروح موجود مجرّد ملكوتي من أمر الله، و له شأوٍ قاصٍ تحكيه الإضافة المذكورة و إن يكن بين الروح الإنساني المنفوح فيه من الله، و بين ظاهر الكعبة المنبة من أحجار لاتضرّ و لا تنفع 2 فرق، و لكن بعد التدبّر في باطنها يعترف بإمكان التشابه، و من هنا قِيل في نعتِ الكعبة باللغة الفارسية المقاربة للعربية في غير واحد من المعارف و الحِكَم عدا ما فيها من القرآن الحكيم و كلام أهل بيت الوحي:
كعبه را جامه كردن از هوس است
ياء بيتي جمال كعبه بس است. 3
أي لا تحتاج الكعبة إلي تزيينها بالثوب الحريري و نحوه؛ لأنّ جمالها إنّما هو في لفظة الياء في كلمة بَيْتي في قوله تعالي: طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ . 4 حيث إنّ جمال المخلوق بإضافته إلي الخالق الجميل الذي كلّ جماله جميل، و إن نسأله بأجمله في «دعاء السحر» حسب ما عَلّمنا مولانا أبوجعفر الباقر (عليه و علي آبائه الأطيبين و أبنائه الأنجبين آلاف التحيّة و الثناء).
إنّ الكعبة سبب قيام الناس للتوحيد و العدل، علي الإلحاد و الظلم، فهو موجب لمقاومتهم تجاه الباطل، أيّ باطلٍ كان، و سببٌ لإقامة الحقّ، أينما كان، فهي أي الكعبة تهدي الناس إلي أن يدوروا مع الحق حيثما دار، و تهدموا الباطل أينما ظهر،