11له: طُفْ, زُر, صَلّ و أرْقَ من الكعبة إلي البيت المعمور، و منه إلي العرش، و منه إلي محتوي التسبيحات الأربع، و صير عبداً خالصاً ذا قلبٍ سليمٍ ليس فيه شيء سوي حُبّ الله، و حُبّ آثاره القيّمة من القرآن، و العترة(ع) الذين ورد فيهم أنّهم بمثابة الكعبة تُؤتي و لاتأتي؛ لأنّ الإمام لا يكون إلاّ كذلك.
إنّ الكعبة التي لم يذكر إلاّ بَضْعَة ممّا ورد فيها هي مدار حياة الأمّة و مماتهم وجوباً أو ندباً، من الصلاة، و الذبح، و النَحر، و الاحتضار، و التصلية، و الدفن، و ما إلي ذلك؛ فلذا يقال حيّاً و ميتاً: إنّ الكعبة قبلتي، كما يقال في الحالتين: إنّ القرآن كتابي و إنّ محمداً(ص) نبيّي و رسولي، و إنّ عليّاً و أولاده المعصومين الأحد عشر: أئمّتي، و ما إلي ذلك من الأمور الدينيّة؛ فيلزم معرفتها بحيث لايضيع شيء من حقّها أوّلاً، ثمّ تجعل سلّماً للصعود إلي البيت المعمور هكذا ثانياً، و من هنا يصح أن يقال: «الكعبة! و ما أدراك ما الكعبة؟! حيث إنّ الطائف لا يري منها إلاّ حجراً لا يضرّ و لاينفع» كما أنّ قارئ القرآن لا يسمع إلاّ لفظاً عربياً، و لكنه لا يدري من أين تجلّي؟ و من أين نزل في القوس النزولي؟ و إلي أين يصعد و يترقّي في القوس الصعودي؟
إنّ كلمة «ياء» التي أضيف إليها لفظ البيت في قوله تعالي: طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ... . 1 ليست إضافةً اعتبارية، بل تحكي الإضافة الإشراقية التي يكون المضاف فيها تابعاً للإضافة، بخلاف ما في الاعتبارية منها، حيث إنّ الإضافة فيها تابعة للمضاف، كما أنّها تابعة للمضاف إليه.
والحاصل أنّ إضافة البيت إلي الله تشريفية، تحكي شرافة المضاف تكويناً لااعتباراً صرفاً، و أنّ التشريف التشريعي يساوق التكوين، إذ الشريعة الإلهية عين