9
تمهيد
من المعلوم لدى المتتبِّع، أنَّ موقع كربلاء كان ولا يزال مهمّاً؛ نظراً لمكانتها وقدسيَّتها، بوجود قبرَي الإمام الحسين بن علي، وأخيه العباس(ع)؛ لذلك نرى أنّ الكثير من الفئات والأقوام وفدت على كربلاء من أرجاء المعمورة، لزيارة هذه المراقد المقدسة، وما جاورها من المعالم الأثرية. وليس بين المدن العربية مدينة حظيت بعناية الباحثين والعلماء والمؤرِّخين والبُلدانيين كمدينة كربلاء، التي تميَّزت برجالها، وعلمائها الذين آثروا الحياة الثقافية والفكرية العراقية والعربية، وكانت حاضرة الفرات ولمَّا تزل، زاخرة بالعلم والعلماء والمفكرين المبدعين. فقد عنى بوصفها العرب والمسلمون والأجانب وعلماء الآثار، قديماً وحديثاً، وكانت لها مدارس دينية، يدرَّس فيها الفقه والأصول، وآداب اللغة العربية، والطبّ والمنطق والكلام والفلسفة، والعلوم المختلفة الأخرى.
وقد أمدَّتنا المعلومات التاريخية، والوقفيات، والإعلامات، والحُجَج الشرعية المحفوظة لدى الكربلائيين، بأسماء ومواضع