10المواقع الأثرية التي كانت شاخصة أمام الأبصار. ونحن لا نشك في أن بناءها لم يكن من المتانة والرصانة والقوة، بحيث يقاوم التقادم والحوادث الطبيعية، ولذا لم يبق منها طَلَل ولا أثر، وسبب ذلك يعود إلى أنَّتلك الآثار لم يُعتَن بإصلاحها، ولو رجعنا إلى ما كتبه الرحَّالة العرب والأجانب عن مدينة كربلاء، لوجدنا أنَّ الكثير من معالمها ومواقعها قد اندرس منذ العهود الإسلامية الأولى. ولكي نساعد على تعريف الناس بها، نحاول، في هذه الصفحات، أن نستقصي ما بقي منها.
ولا ينكر أنّ المدينة لها تاريخ حافل على مرِّ الأدوار والعصور، واحتفظت المراجع العربية والإسلامية بكثير من أخبارها. إضافة إلى ذلك أنَّ معظم هذه المعالم والمواقع خفي أمرها على الكثيرين، حتى عن أغلب الزوّار والمستشرقين، كما تعرَّضت إلى الهدم والتخريب؛ بسبب الظروف السياسية والطبيعية التي عبثت بشكلها الجميل. ولا شك أنّ أبنية تلك الآثار كانت تزخر بزخارف هندسية، أُعدَّت بشكل ملفت للأنظار، وقد استعملت هذه الزخارف بكثرة في عدد من البنايات، ممّا جعل المدينة قِبلةً للأنظار، واكتسبت أهمية كبيرة من لَدُن السياح والزوار والآثارييِّن والباحثين.
وقد أحسن فريق من أصدقائي المخلصين، فطلبوا مني الاعتناء بتدوينها؛ لأنَّها حلقة مفقودة من تاريخ كربلاء جديرة بنشرها،