10
ثالثاً: الحج والوحدة الإسلامية:
إنّ الحج يعلن وحدة خط الأنبياء عبر التاريخ حول مسألتي العبودية لله واجتناب الطاغوت، وذلك بشتى الأساليب التي تتناسق فيما بينها لتؤكّد على هذا المضمون الوحدوي العظيم.
وقد تابعت الثورة الإسلامية هذا الخط، وأكَّدت على لزوم إعادة الدور الحقيقي للشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة وفريضة الحج، باعتبارهما من أكبر المجالات المحقّقة للإحساس بضرورة الوحدة في هذه الأمة.
إنّ الحج فريضة إلهية لها أبعاد توحيدية كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كلّ الأقطار، متّحدة نحو قبلة واحدة، في طاعة إله واحد، مستنين بسنة الرسول الأكرم (ص).
لقد تحوّل الحج عبر العصور المتلاحقة ومن خلال سعي الأعداء إلى فريضة عادية لا تحمل في عمقها الأبعاد السياسية التي أرادها الله تعالى ليستفيد منها المسلمون، وقد نجح العدو لسنين طويلة في أن ينسي الناس هذه الأبعاد العظيمة لهذه الواقعة المهمة والاستثنائية من عبادات المسلمين السياسية، ولقدأدرك الإمام الخميني (قدس سره) خطر هذه المسألة، فحاول أن يعيد إلى الحج بُعده السياسي لاسيما بإعلانه أنّ البراءة من قوى الشرك والكفر العالمية ركن من أركان الحج، ولابد أن تؤدّى ليكون الحج حجّاً حقيقياً،إستناداً إلى قوله تعالى: ( وَ أَذٰانٌ مِنَ اللّٰهِ وَ رَسُولِهِ إِلَى النّٰاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللّٰهَ بَرِيءٌ مِنَ