32
وأخيراً . . فالتبرك بالصالحين والشهداء أحياءاً وأمواتاً بقبورهم وآثارهم أمر مشهور بين المتشرعة من المسلمين ، والمنع عنه من بعضٍ مستشهداً على أنَّه من الشرك بقوله تعالى :
مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ 1 مغالطة واضحة ، إذ أنَّ عمل المسلمين ليس من التوجه بالعبادة لتلك الأشياء ، وهذا ممَّا يفهمه كل عاقل مسلم متوجه للَّه بالعبادة ، فلا موجب للمنع عن ذلك ، وها هم المسلمون يعيشون بركة هذه المشاهد والقبور للأئمة وللصالحين والشهداء ممَّن صحبوا النبي أو من التابعين فضلاً عن أهل بيت نبيه المطهرين صلوات اللَّه عليهم أجمعين . . .بل إنَّ زيارتهم والتبرك بمقاماتهم ومشاهدهم هو بمثابة تجديد للعهد الذي كانوا عليه ، ومعاهدة للنفس على أن تسير على ذلك المنهاج الذي أسَّسه النبي الأكرم صلى الله عليه و آله ، وسار الصحابة والتابعون عليه من الالتزام بحبل اللَّه والدعوة إلى دينه مهما كلَّف الأمر .
وقد رأينا قبر بلال الحبشي في دمشق يزار ويتبرك به وتستجاب عنده الدعوة ، وكذا قبر أبي أيوب الأنصاري 2، وقبر حمزة بن عبد المطلب : فقد ذكروا من مستثنيات حمل تراب المدينة ما صح من جواز حمل شيءٍ من تراب قبر حمزة لإطباق الناس على نقله للتداوي 3 .