15وعلىٰ الخصوص ما كان منها من تراب قبر الإمام الحسين عليه السلام ، وليس من منافاة للتوحيد في العبادة أن يُصَلّىٰ خلف قبرٍ والقبر في قِبلَة المصلّي؛ فإنّ المصلّي يصلّي إلىٰ القبلة ، لا أنَّ قبلته هي القبر؛ والعرف والعقلاء من المسلمين يدركون هذا المعنىٰ ، ويعرفون الفرق بين الأمرين ، وإلّا للزم أن يكون كلّ من يصلّي في المسجد النبوي خلف القبر والقبر أمامه - وإن كان وراء البيت - أن يكون مصلّياً للقبر .
فالشيعة الإماميّة تعتقد وتعمل بكلّ صدق بقوله تعالىٰ :
وَ مٰا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّٰ لِيَعْبُدُونِ 1 .
ولذا فهم يعتقدون بأنّ الشرك بمعناه القرآني - وهو إتخاذ شريك مع اللّٰه في ذاته أو في خلقه أو في صفاته أو في فعله أو في عبادته - محَرَّمٌ مطلقاً ، ويستحقّ المتّصف به النارَ لقوله تعالىٰ :
إِنَّ اللّٰهَ لاٰ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ . . . 2 ، وقوله تعالىٰ : إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 3 .
وبعد هذا . . . فمن الواضح جدّاً أنّ الشيعة الإماميّة مسلمون موحّدون يدينون بكلّ ما جاءت به الشرائع والأديان السماويّة من غير تفريق بينها ، فعقيدة التوحيد التي يعتقدها