22القابلية» لتلقي المواهب الغيبية، فاستلهم كل ماصدر اليه من فيض من مبدأ «تام الفاعلية»، كقوله سبحانه:
« خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجٰاهِلِينَ » (الاعراف - 199).
« وَ مِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نٰافِلَةً لَكَ عَسىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقٰاماً مَحْمُوداً » (الاسراء - 79).
و امثالهما من الآيات التي امرت الرسول(ص) بانشراح الصدر وتلقي القرآن و الاستقامة أمام الحوادث الجسيمة، و الهجرة و الجهاد، والاجتهاد و القيام بالقسط و العدل، و بآلاف الصفات الكمالية الأخرى.
هذه الآيات، والى جانبها شواهد أخرى، تشير جميعا الى مرتبة الكمال الانساني للنبي الأعظم(ص). حينئذ يخاطبه الله سبحانه بقوله: «وَ إِنَّكَ لَعَلىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ» (القلم - 4). هذا الخطاب - و ان سبق في نزوله كثيرا من الآيات التي تصف الاخلاق السامية للرسول - يقتضي حسب اصول التدرج انه قد اتصف بصفات الكمال، أولا، ثم جاءت الآية لتقرر ذلك.
ومهمايكن من أمر، فان اتصاف الرسول(ص) بالخلق العظيم يقتضي أن تكون سنته و سيرته و جميع شؤون حياته أسوة لجميع السالكين، الاّ اذا دلت قرينه على اختصاص ذلك بالنبي(ص).
«لَقَدْ كٰانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللّٰهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كٰانَ يَرْجُوا اللّٰهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللّٰهَ كَثِيراً» (الاحزاب - 21).